أن تفعل شيئاً متأخراً خير من ألا تفعله إطلاقاً ، لا أدري من قائل هذه الكلمات ، لكنها تحضرني الآن وأنا أريد الكتابة عن عيد الأضحى الماضي.
في عيد الأضحى شاركت في صناعة الفرحة ، كنت مسئولاً عن تجهيز المسجد لصلاة العيد ، في الحقيقة ليست هذه هي المرة الأولى ولا أعتقد أنها ستكون الأخيرة لكنها كانت مختلفة على كل حال لأن فريق العمل هذه المرة كان محدوداً جداً ، أربعة أفراد بالإضافة إلى طلبة الثانوي (هم أغلبهم في إعدادي وبعضهم حتى لا يزال في ابتدائي لكن المصطلح المتعارف عليه هو طلبة الثانوي) ، المعتاد في تجهيز العيد أن تكون مجموعة العمل في حدود العشر أفراد ، يزيدون قليلاً ليلة العيد في الاستعدادات النهائية. فريق العمل كان محدوداً لأن الجميع كان يشارك في أنشطة الانتخابات (أو هكذا قيل لنا*) . الشئ الآخر المختلف أنني هذه المرة لم أكن مسئولاً عن استعدادات ليلة العيد وزينة المسجد فقط ولكن عن جميع الأشياء الأخرى مثل الفرش والسماعات والخطيب ، .... إلخ.
حسناً لم يكن هذا صعباً فقد كان الله (سبحانه وتعالى) عليماً بحالنا ورؤوفاً بنا وتكفل آخرون بالفرش والسماعات (خليهم آخرون دلوقتي) كما ساعدنا رفاقنا لتجهيز الهدايا والألعاب وشراء الزينة (نعم فنحن نعطي الأطفال هدايا وألعاب قبل الصلاة ، فهل يحدث هذا عندكم؟).
كان تجهيز المسجد للصلاة وتزيينه ليلة العيد هو المرحلة الأخيرة والأكثر أهمية ، ولإدراكنا أن العدد قليل ، فقد قمنا بتجهيز جزء لا بأس به من الزينة ظهر يوم عرفة لكي يكون التعليق فقط ليلاً ونستطيع أن ننهي المهمة.
كانت المهمة ببساطة أن نحول شكل المسجد إلى شكل مناسب للعيد.
الطرقة التي سيصلي بها الرجال
منطقة خارج المسجد للسيدات
المسجد نفسه وسيصلي به السيدات
في البداية يقوم عدد لا بأس به من الأولاد بنفخ البلالين
حسناً والكبار أيضاً ، ويتجمع لدينا عدد لا بأس به من البلالين كبداية
ثم يزيد عدد البلالين
وتزداد البلالين
وتزداد
(خلاص هتزداد أكتر من كده فين وبعدين كنا بدأنا نعلق)
ويبدأ بعض الأولاد (والكبار أيضاً) بتعليق البلالين في أفرع الزينة (كنا قد علقنا الورق ظهراً ، هل تذكرون؟)
وفروع أخرى
وأخرى
ثم يبدأ تعليق هذه الفروع بالخارج ، وبدأنا بمنطقة السيدات (أي خدمة)
ثم نعلق فروع الزينة بمصلى الرجال (اه هي الطرقة الطويلة اللي شوفتوها في الأول)
من زاوية أخرى
وهنا أيضاً (كومة البلالين دي فكرتي -نسأل الله الإخلاص- عملناها العيد اللي فات وكانت أجمل وماحطيناش منها عند الستات ، برده أي خدمة)
وفي أثناء ذلك يقوم البعض بتزيين المسجد من الداخل حيث ستصلي السيدات (أي خدمة تاني)
وهنا
وفي النهاية بعد الفرش يصبح المصلى هكذا
ومن زاوية أخرى (صباحاً قبل الصلاة)
ثم توزع الهدايا (محمد هنا يوزع الهدايا على البنات ومكسوف وحاسس أنه بيعمل حاجة غلط)
ويتجمع الناس للتكبير ويستعدوا للصلاة
منظر المصلى قبل الصلاة مباشرة ، بديع فعلاً
ثم حدث ما لم يكن في الحسبان ، وكما يقولون (باظت على الملح) ، خمس دقائق قبل الصلاة والخطيب لم يأت بعد واتصلنا به وسيأتي بعد عشرين دقيقة ، لا ينبغي أن أقلق فهناك خطيب احتياطي سأتصل به ، اممممممم إنه في مكان آخر مع مرشح مجلس الشعب ، رائع حقاً ، ميعاد الصلاة جاء ، المساجد من حولنا بدأت الصلاة ، أحد (الإخوة الكبار) جاء وتم تفجير المشكلة في وجهه قبل السلام عليكم حتى ، الموقف مغري جداً بالضحك ، أحد (الإخوة الكبار) يطلب من عبدالرحمن أن يصلي بنا وعبدالرحمن يرفض ، وأنا أهرب من المشكلة وأشاهد أربعة من الرجال الغاضبين المحتارين أمامي وهم يتصلون بالتليفون (لإحضار النجدة ربما) أو يصرخون بصوت عالي (اللي بيحصل ده تهريج)، (طبعاً لم أجرؤ على تصويرهم ، كانت ستصبح نهايتي) ، وأنا أنسحب ضاحكاً في خبث وهدوء أحسد عليه حقاً ، ثم صل بنا يا محمد (مش أنا طبعاً) ويتقدم محمد للصلاة ثم يخطب خطبة جميلة جداً عن الجهاد أو النار (أي حاجة ملهاش علاقة بالعيد)
طبعاً كنت أصور هذه الصورة وأنا أشير لمحمد على رقبتي (cut , cut) لكنه استمر، ربما لم يراني.
الحمد لله ، انتهت الخطبة على خير ، وانصرف الجميع ، لكن كانت هيستريا الضحك قد تمكنت مني
كنت أحدث أحد أصدقائي (الذي شاركنا صناعة الفرحة) في التليفون وأحكي له ماحدث وأنا أكاد أنفجر من الضحك لكن عبدالرحمن كان شديد الغضب
أقف لأتصور هنا وبلال يهدئ عبدالرحمن ، برود أعصاب غير طبيعي مني.
للحق والحقيقة ، ذلك الصباح ارتكبت خطأين فادحين ، أولهما أنني لم أتصل لأؤكد على الخطيب قبل الصلاة بفترة كافية والثاني أنني انسحبت وتركت أحداً آخر (مهما كان مقامه) يتصرف لحل المشكلة.
لكن أحدثكم بصدق ، أنا لا أفهم حتى الآن لماذا كان عبد الرحمن غاضباً ، ها ها ها ها.
أحد المسئولين قال أنه سيطلب تحقيقاً رسمياً فيما حدث ، حسناً لم يحدث هذا حتى الآن فالجميع كان مشغولاً في الانتخابات ، لكن هذه شهادتي على أي حال.
كلمة أخيرة للإخوة المسئولين ، هذه ثالث مرة أكون فيها مسئولاً عن شئ ما في صلاة العيد وتحدث مشكلة ما ، أعتقد أن كل أصابع الاتهام تشير إلي ، ( من الآخر كده خلوا واحد مؤمن شوية هو اللي يشيلها المرة الجاية).
----------------------------
* بالفعل كان معظم الناس مشغولون في الانتخابات ، وليلة العيد اعتقل خمسة وهم يقومون بنشاط دعاية انتخابية ، لكن كان هناك آخرين في بيوتهم وكانت هذه مفاجأة حقيقية لي