الاثنين، 17 يناير 2011

سبعة وعشرون شهراً

سبعة وعشرون شهراً قضيتها في نالبتكو (شمال العلمين للبترول) ، دائماً تظل البدايات مميزة ، المكان الأول الذي تحولت فيه من خريج هندسة إلى مهندس ، الاتصال الأول لتبليغي بأنه تم قبولي ، الابتسامة الأولى التي تلقيتها للترحيب بي ، الليلة الأولى التي قضيتها ساهراً أتابع عملية ما على البريمة ، العرض الأول الذي قدمته لفيليب وبقية مجلس الإدارة ، التقرير الأول الذي كتبته ، المهمة الأولى التي كلفت بها وأتممتها ثم تلقيت استحسان وإطراء فيليب عليها ، المكتب الأول الذي جلست عليه ، النقاش الفني الأول مع زملائي ، الزيارة الأولى للمعمل يوم كدت أموت تسمماً بكبريتيد الهيدروجين ، المرة الأولى التي أتلقى فيها التوبيخ وأفهم أهمية المعلومات ولمن يجب أن تنتقل ، اليوم الأول الذي أدركت فيه أنه ليس هناك من خطة عمل للشركة وكيف كان الوضع مأساوياً ساعتها (وبعدها بسنتين) ، المحاضرة الأولى التي تلقيتها من إسلام عن الترسيب ، المحادثة الأولى مع حسام عن عمل مهندس الخزانات ، ورقة تقييم الأداء الأولى والاجتماع مع فيليب لمناقشتها ، كل هذه ستظل أشياء من الصعب نسيانها.

في نالبتكو تعلمت الكثير من الأشياء المهمة ، ولم أتعلم الكثير من الأشياء المهمة الأخرى ، فيليب كان يقول أننا حصلنا على التدريب والتعليم المناسب للسنة أو السنة ونصف الأولى لكن كان ينقص الشركة مجال العمل المناسب لكي نكمل حلقات التدريب ونصبح مهندسين على مستوى عالمي (World class engineers) ، لكن هذه قصة أخرى.
  
 إسلام وحسام وأنا ، ثلاثي الاستكشاف الذي ظل متماسكاً لفترة طويلة وانفصل أخيراً ، سأفتقدكم يا رفاق.

العام الأخير من السبعة وعشرين شهراً كان سيئاً حقاً ، بعد رحيل فيليب زادت الأمور سوءاً ، لكن كل ماله بداية لا بد أن يكون له نهاية ، وها قد أتت.

اليوم الأخير لم يحمل أي شئ غير عادي ، المزيد من اللاعمل ، كتابة هذه التدوينة ، جمع الأشياء استعداداً للرحيل ، أخذ صور الوداع ، قراءة كتاب ، التفكير في المستقبل ......

لا يوجد الكثير لأضيفه ، فقط ادعوا لي
-------------------------------------
المنظر الذي اعتدت أن أطل عليه من مكتبي كل صباح ، اليوم كان غائماً والصورة غير واضحة ، لكن المنظر جميل فعلاً

هناك تعليق واحد:

  1. the firsts...
    they always stuck in our memories...never forgotten...

    Beautiful :)

    ردحذف