الأحد، 27 فبراير 2011

خلع الضرس


أذكر حواراً في أواخر مايو الماضي (بعد الاعتداء على أسطول الحرية) كنت ثائراً وأتكلم عن حتمية وضرورة التغيير الآن الآن (وقتها فقد بلغ السيل الزبى ولم يعد في قوس الصبر منزع) وقيل لي إن التغيير مطلوب ولو كان مؤلماً كخلع الضرس لكننا فقط نحتاج إرادة جماعية ودعماً شعبياً.
لا أدري هل كان هذا الحديث هو ما جعلني أتخوف من خلع ضرسي الذي يغطي على فساد (التهاب) رهيب ومؤلم تحته أم هي رؤيتي الاقتصادية البخيلة التي ترى ضرسي أصلاً مهماً ينبغي الحفاظ عليه وتحمل الآلام التي يسببها التهابه لي.
الآن بعد خلع الضرس لا أراه مؤلماً ولا مكلفاً مطلقاً ، فما الضير أن يموت الآلاف ليحيا بموتهم الملايين.
المهم أن نتأكد من إزالة الالتهاب تحت الضرس المخلوع الذي وإن لم يعد الضرس فإنه سيسبب نفس الإفساد في حال وجوده ويكون ألم خلعه قد ضاع هباءً.

الجمعة، 25 فبراير 2011

ليس لكم في أول الأمر

 
الثورة مستمرة حتى تتحقق جميع مطالب الثوار
تقول الحكاية، أن جساس ضرب كليب بالرمح من ظهره، هرب جساس وسقط كليب، وبينما جرحه ينزف، مر به واحد من الناس، فاستنجد به كليب: اسقني يا أخا العرب.. ولكن الثاني الذي أدرك أن كليب سيموت رد: ليس لي في أول الأمر ليكون لي في آخره.. ومن يومها صار الرد يضرب مثلاً..
----------------------------------
الصورة من معرض يقظة فكر تصميم سارة محمد

الثلاثاء، 15 فبراير 2011

أعتذر عما فعلت


أعتذر أنني حتى وقت متأخر يوم الرابع والعشرين من يناير لم أكن قد قررت المشاركة في الثورة (احتجاجات الخامس والعشرين من يناير- يوم الغضب - وقتها) ، أعتذر أنني شككت في جدواها وقلت أن لدي مكتسبات أريد أن أحافظ عليها ، أعتذر أنني فكرت ولو لفترة بعقلية الموظفين وليست عقلية الثوار الأحرار ، أعتذر لأني لم أشجع رفاقي حين تحدثوا معي ، أعتذر لأني لم أتحرك للدعوة لذلك اليوم المجيد ، نعم في النهاية قررت أن أشارك فكما قال أحد أصدقائي (ستلوم نفسك للأبد إذا لم تحضر) ، لكن وكأنه كان عقاباً على سلبيتي لم أشارك ، كان هذا لأسباب أخرى.
لقد أخطأت ، أنا آسف ، وأعتذر.

كنت أود هنا أن أكتب قائمة بكل من أريدهم أن يعتذروا لما قالوه عن مصر وشعبها أو ما اتخذوه من مواقف تجاه دعوات الاحتجاج في أوقات مختلفة* ، لكنني قررت أن أسامحهم جميعاً ، وأرجو منكم أن تسامحوني.

-------------------------------------------------------------
* أنا لا أعني هنا من شككوا في وطنية وانتماء الشباب وطالبوا بضربهم بالرصاص ، أنا أعني كل من شكك في قدرة الشعب المصري على القيام  بالتغيير الآن.

السبت، 5 فبراير 2011

أو ليصمت

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت"
أذكر أننا درسنا هذا الحديث في أحد الصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية ، كان حديثاً سهلاً ذو معنى لطيف ، وكان أساتذتنا (مدرساتنا غالباً) ينصحوننا (ينصحننا) أن نتوقف عن الحديث فيما لا يفيد ، أن نفكر جيداً قبل أن نتكلم ، ألا نقول شيئاً ربما نندم عليه بعد ذلك ، وكانوا ينبهوننا أن هذا ضروري لكي نكون مؤمنين حقاً.


إخواني الذين يبيتون في ميدان التحرير ، يجيئون ويروحون ، يكتبون التاريخ ، كان الله في عونكم ، عليكم الآن أن تنشروا روح التحرير في كل مصر ، الشعب المصري أثبت أنه شعب ذو روح حرة ، بقي أن يثبت أنه يستطيع الصبر وتحمل المر حتى يذوق الحرية ، عليكم أن تدعموا هذا ، "لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا" ليس بيت شعر فقط ، إنه بداية حياة ، بناء حضارة ، رفعة أمة ، الجيل الواحد لا يصنع أكثر من ثورة ، لا مجال للتراجع وإن لم ننجح الآن فأعدوا أكفانكم (أو على الأقل جوازات سفركم لتصبحوا لاجئين طول العمر) ، احرصوا أن يفهم الجميع هذا ، من فشلوا لا يدركون كم كانوا قريبين من النجاح عندما توقفوا ، أحسنوا الظن بالله ، ولا تيأسوا فليس اليأس من أخلاق الرجال ، ولا تدعوا أفكار الغوغاء تغيركم ، مرة أخرى كان الله في عونكم.


إخواني وأخواتي المؤمنين بقضيتنا لكن لم يقدر لهم الله أن يشاركوا في هذه الملحمة العظيمة ، أنتم صوتنا الآن ، دعمكم مهم جداً لنا ، لا يمكن أن أملي عليكم ما تقولون فأنتم أعلم مني بحال أهاليكم وجيرانكم ، فقط احلموا معي بمستقبل أفضل لمصر والعالم على أيدينا.


إخواني وأخواتي المترددين ، الطيبين ، الذين يرون أن من حق الرئيس أن يموت في بلده ، أوليس من حقكم أن تعيشوا في وطن حر؟ وطن يحترم كرامتكم وإنسانيتكم؟ أليس من حقكم أن تحلموا بمستقبل أفضل لأبنائكم؟ قولوا لي كيف ستحصلوا على كل هذا من جيفة قاربت على التعفن ولم تفعل شيئاً طوال الثلاثين عاماً الماضية إلا إذلال الشعب وتنفيذ مخططات أعدائه؟ العدالة أحياناً تفوق الرحمة ،  ولا يمكنكم أن تتمسكوا بالشفقة الآن وليس بيدكم شئ ، عندما يملك هذا الشعب زمام أمره ، كل من له حق يمكن أن يطالب به أو يتركه ، العفو عند المقدرة من شيم الشرفاء ، لكن العفو في حالتنا هذه لا أستطيع أن أعبر عنه إلا بكونه خنوعاً ، هناك الآلاف ، بل الملايين من هذا الشعب الذين لهم حقوق ومظالم عند مبارك وليس من حقكم أن تحرموهم هذه الحقوق.


إخواني وأخواتي الذين يرون هذه فتنة ، والمشاركة فيها حرام ، ويلعنون كل من تسبب فيها ، من لديه عقل من الممكن أن يفكر ويفرق بين الجاني والضحية؟ لكن إذا أصررتم على مواقفكم فيبدو لي أنه أكثر عدلاً (أقل ظلماً) أن تلعنوا الطرفين ، ليس عادلاً عندما تقولون أن (القاتل والمقتول في النار) أن تكتفوا بلعن المقتول ، لا مجال لمناقشة أصل الفكرة الآن ، ربما يكون لدي وقت عندما تكون مصر حرة (قريباً جداً إن شاء الله) ، لكن حتى ذلك الحين (وأحسبكم أقوى مني إيماناً وأكثر تديناً) ، ادعوا الله أن يجعل مصرنا بلداً آمناً حراً قوياً قائداً ، وادعوا الله أن يرزق أولادكم ما لم تستطيعوا أن تحصلوا عليه (رفاهية ، رخاء ، أمان ، تعليم ، .....).


إلى كل من يطالبني بالتراجع الآن ، لقد عبرنا خط الرجعة منذ زمن ، الآن لدي ذكريات أحكيها لأطفالي إذا كتب لي الله النجاة ، لن يحدث لي هذا
 (أولادي بصقوا في وجهي كتبوا لي في الغرفة سطراً...
                                               ... إن مات الأب فدا وطن ما أحلى عيش الأيتام*).


أخيراً ومن باب قول الخير والتفاؤل به ، أغني مع حمزة نمرة
هيلا هيلا يا مطر ..... اغسلي أوراق الشجر
الحلم مثل الورد يكبر ..... والهلال يصبح قمر


______________________
* من قصيدة للشاعر هشام الجخ