الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010

إني ذاهب إلى ربي سيهدين

عشر سنوات ونصف من الانقطاع ، وأخيراً أعود
 
مشاعر مختلطة تنتابني ، إثارة ، شوق ، فرحة ، توتر ، ......

لست متأكداً أنني أعددت كل شئ للسفر ، أنا أعرف أنني سأهمل شيئاً ما ، حتى مع ال Check list التي أعددتها ، سأنسى شيئاً ما ، هذه إحدى عاداتي السيئة ولا أعتقد أنني سأتخلى عنها الآن

المهم ألا أنسى مراجعة مناسك العمرة ،  وأن أتذكرها جيداً ، رغم أني قمت بها من قبل عشرات المرات*

الجميع يحملني مسئولية الدعاء ، لست متأكداً من القبول ، لكني سأدعو على أي حال

سأدعو لأصدقائي كي يخرج مشروعهم (مشروعنا) للنور ، وأن يوفقنا الله لما يحبه ويرضاه

سأشرب الكثير من ماء زمزم ، فماء زمزم لما شرب له

سأقابل والدي ، مكان مميز فعلاً للقاء

سأزور الرسول (صلى الله عليه وسلم) ، لا أدري ماذا سأقول له ، ستكون لحظة  محرجة حقاً

سأغيب عنكم سبعة عشر يوماً ، هذا هو الخبر الجيد هنا ، (لست متأكداً هل هذا جيد لي أم لكم أم لنا معاً؟)

إلى لقاء ، ودمتم بود
-------------------
* مبالغة واضحة ، قمت بها بضع عشرة مرة تقريباً 

الاثنين، 6 ديسمبر 2010

ليسوا أغبياء

 إنهم فاسدون ، مزورون ، أفاقون ، مستبدون ، سارقون ، لكنهم ليسوا أغبياء.
أتحدث هنا عن المسرحية الهزلية التي أخرجها الحزب الوطني لإنجاح مجدي عاشور مرشح الإخوان المسلمين في دائرة النزهة والسلام والمرج.
الكثير من الجدل حول ما حدث ، بلاغ من أقاربه بقيام أفراد من الجماعة باختطافه ، نفيه لهذا على تلفزيون الدولة الرسمي ، دعاية انتخابية في حراسة الشرطة (أو بأمرها) ، تزوير علني وتسويد للبطاقات ، احتجاج مرشح الحزب الوطني (عمال) على ما حدث ، ثم سقوط مرشح الحزب الوطني (فئات) د/حمدي السيد نقيب الأطباء ، تأكيدات من ابنته ومن قيادات الجماعة باستقالته في حالة فوزه.
ما يحدث ليس مريحاً ، ماذا يريدون بالضبط وكيف يفكرون ولماذا اختاروا مجدي عاشور بالتحديد؟ لم أجد إجابة واضحة على هذه الأسئلة.
هناك طبعاً الحلول الأكثر وضوحاً ، إنهم يريدون شق صف الجماعة ، يريدون معارضة شكلية في البرلمان ، يريدون الإساءة لصورة الجماعة أمام الناس ، لم أفهم لم كل هذا ، كل هذا كان يمكن تحقيقه بضجة أقل كثيراً. ربما يريدون شغل الناس بقضية جانبية عن مهزلة أكبرستحدث قريباً ، لا أدري.
طبعاً لا زال هناك الاحتمال الآخر (الذي أراه ضعيفاً) وهو رفض أ/مجدي للانسحاب بعد ضغوط عائلته عليه (عائلة كبيرة في المرج وبركة الحاج قيل لي أن كتلتها التصويتية وحدها تتعدى الأربعة آلاف صوت).
قيادات الجماعة ومتحدثوها الرسميون لم يصدروا بياناً رسمياً بخصوص ما حدث حتى الآن ، هناك فقط تعليقات للجرائد أنه في حكم المكره وأنه لن يكون هناك أي قرارات إلا بعد الوصول إليه.
نقطة أخيرة ، خسارة حمدي السيد نقيب الأطباء لمقعده ، لماذا لا يريدون أن يبقى هناك أي رمز محترم في صناعة القرار في مصر ، إسقاط د/حسام بدراوي الدورة الماضية ود/حمدي السيد هذه الدورة. تشويه صور رموز كانت محترمة بالتزوير ، د/مصطفى الفقي الدورة الماضية وعبدالسلام المحجوب هذه الدورة ، غريب أمر هؤلاء ، ومحير فيما ينبغي عمله للتخلص منهم ، أعاننا الله وإياكم عليهم.

السبت، 4 ديسمبر 2010

صناعة الفرحة

أن تفعل شيئاً متأخراً خير من ألا تفعله إطلاقاً ، لا أدري من قائل هذه الكلمات ، لكنها تحضرني الآن وأنا أريد الكتابة عن عيد الأضحى الماضي.

في عيد الأضحى شاركت في صناعة الفرحة ، كنت مسئولاً عن تجهيز المسجد لصلاة العيد ، في الحقيقة ليست هذه هي المرة الأولى ولا أعتقد أنها ستكون الأخيرة لكنها كانت مختلفة على كل حال لأن فريق العمل هذه المرة كان محدوداً جداً ، أربعة أفراد بالإضافة إلى طلبة الثانوي (هم أغلبهم في إعدادي وبعضهم حتى لا يزال في ابتدائي لكن المصطلح المتعارف عليه هو طلبة الثانوي) ، المعتاد في تجهيز العيد أن تكون مجموعة العمل في حدود العشر أفراد ، يزيدون قليلاً ليلة العيد في الاستعدادات النهائية. فريق العمل كان محدوداً لأن الجميع كان يشارك في أنشطة الانتخابات (أو هكذا قيل لنا*) . الشئ الآخر المختلف أنني هذه المرة لم أكن مسئولاً عن استعدادات ليلة العيد وزينة المسجد فقط ولكن عن جميع الأشياء الأخرى مثل الفرش والسماعات والخطيب ، .... إلخ.

حسناً لم يكن هذا صعباً فقد كان الله (سبحانه وتعالى) عليماً بحالنا ورؤوفاً بنا وتكفل آخرون بالفرش والسماعات (خليهم آخرون دلوقتي) كما ساعدنا رفاقنا لتجهيز الهدايا والألعاب وشراء الزينة (نعم فنحن نعطي الأطفال هدايا وألعاب قبل الصلاة ، فهل يحدث هذا عندكم؟).

كان تجهيز المسجد للصلاة وتزيينه ليلة العيد هو المرحلة الأخيرة والأكثر أهمية ، ولإدراكنا أن العدد قليل ، فقد قمنا بتجهيز جزء لا بأس به من الزينة ظهر يوم عرفة لكي يكون التعليق فقط ليلاً ونستطيع أن ننهي المهمة.
كانت المهمة ببساطة أن نحول شكل المسجد إلى شكل مناسب للعيد.
الطرقة التي سيصلي بها الرجال
منطقة خارج المسجد للسيدات
 المسجد نفسه وسيصلي به السيدات

 في البداية يقوم عدد لا بأس به من الأولاد بنفخ البلالين 
حسناً والكبار أيضاً ، ويتجمع لدينا عدد لا بأس به من البلالين كبداية
ثم يزيد عدد البلالين
وتزداد البلالين
وتزداد
(خلاص هتزداد أكتر من كده فين وبعدين كنا بدأنا نعلق)
ويبدأ بعض الأولاد (والكبار أيضاً) بتعليق البلالين في أفرع الزينة (كنا قد علقنا الورق ظهراً ، هل تذكرون؟)
وفروع أخرى
وأخرى
ثم يبدأ تعليق هذه الفروع بالخارج ، وبدأنا بمنطقة السيدات (أي خدمة)
ثم نعلق فروع الزينة بمصلى الرجال (اه هي الطرقة الطويلة اللي شوفتوها في الأول)
من زاوية أخرى
وهنا أيضاً (كومة البلالين دي فكرتي -نسأل الله الإخلاص- عملناها العيد اللي فات وكانت أجمل وماحطيناش منها عند الستات ، برده أي خدمة)
وفي أثناء ذلك يقوم البعض بتزيين المسجد من الداخل حيث ستصلي السيدات (أي خدمة تاني)

وهنا
وفي النهاية بعد الفرش يصبح المصلى هكذا
ومن زاوية أخرى (صباحاً قبل الصلاة)
ثم توزع الهدايا (محمد هنا يوزع الهدايا على البنات ومكسوف وحاسس أنه بيعمل حاجة غلط)
ويتجمع الناس للتكبير ويستعدوا للصلاة

منظر المصلى قبل الصلاة مباشرة ، بديع فعلاً

ثم حدث ما لم يكن في الحسبان ، وكما يقولون (باظت على الملح) ، خمس دقائق قبل الصلاة والخطيب لم يأت بعد واتصلنا به وسيأتي بعد عشرين دقيقة ، لا ينبغي أن أقلق فهناك خطيب احتياطي سأتصل به ، اممممممم إنه في مكان آخر مع مرشح مجلس الشعب ، رائع حقاً ، ميعاد الصلاة جاء ، المساجد من حولنا بدأت الصلاة ، أحد (الإخوة الكبار) جاء وتم تفجير المشكلة في وجهه قبل السلام عليكم حتى ، الموقف مغري جداً بالضحك ، أحد (الإخوة الكبار) يطلب من عبدالرحمن أن يصلي بنا وعبدالرحمن يرفض ، وأنا أهرب من المشكلة وأشاهد أربعة من الرجال الغاضبين المحتارين أمامي وهم يتصلون بالتليفون (لإحضار النجدة ربما) أو يصرخون بصوت عالي (اللي بيحصل ده تهريج)، (طبعاً لم أجرؤ على تصويرهم ، كانت ستصبح نهايتي) ، وأنا أنسحب ضاحكاً في خبث وهدوء أحسد عليه حقاً ، ثم صل بنا يا محمد (مش أنا طبعاً) ويتقدم محمد للصلاة ثم يخطب خطبة جميلة جداً عن الجهاد أو النار (أي حاجة ملهاش علاقة بالعيد)

طبعاً كنت أصور هذه الصورة وأنا أشير لمحمد على رقبتي (cut , cut) لكنه استمر، ربما لم يراني.
الحمد لله ، انتهت الخطبة على خير ، وانصرف الجميع ، لكن كانت هيستريا الضحك قد تمكنت مني 

كنت أحدث أحد أصدقائي (الذي شاركنا صناعة الفرحة) في التليفون وأحكي له ماحدث وأنا أكاد أنفجر من الضحك لكن عبدالرحمن كان شديد الغضب


أقف لأتصور هنا وبلال يهدئ عبدالرحمن ، برود أعصاب غير طبيعي مني.

للحق والحقيقة ، ذلك الصباح ارتكبت خطأين فادحين ، أولهما أنني لم أتصل لأؤكد على الخطيب قبل الصلاة بفترة كافية والثاني أنني انسحبت وتركت أحداً آخر (مهما كان مقامه) يتصرف لحل المشكلة.
لكن أحدثكم بصدق ، أنا لا أفهم حتى الآن لماذا كان عبد الرحمن غاضباً ، ها ها ها ها.
أحد المسئولين قال أنه سيطلب تحقيقاً رسمياً فيما حدث ، حسناً لم يحدث هذا حتى الآن فالجميع كان مشغولاً في الانتخابات ، لكن هذه شهادتي على أي حال.
كلمة أخيرة للإخوة المسئولين ، هذه ثالث مرة أكون فيها مسئولاً عن شئ ما في صلاة العيد وتحدث مشكلة ما ، أعتقد أن كل أصابع الاتهام تشير إلي ، ( من الآخر كده خلوا واحد مؤمن شوية هو اللي يشيلها المرة الجاية).
----------------------------
* بالفعل كان معظم الناس مشغولون في الانتخابات ، وليلة العيد اعتقل خمسة وهم يقومون بنشاط دعاية انتخابية ، لكن كان هناك آخرين في بيوتهم وكانت هذه مفاجأة حقيقية لي


الثلاثاء، 23 نوفمبر 2010

الخامس والعشرون


اليوم أبدأ رسمياً عامي الخامس والعشرين ، (رسمياً لأني بدأته فعلياً منذ أربعة أيام ، تاريخ الميلاد المسجل مختلف عن الحقيقي) ، تفاصيل غير هامة ، أليس كذلك؟ وهذا العام أقيمت لي حفلة عيد ميلاد ، هذه هي المرة الأولى ، وكانت مفاجئة أيضاً ، كان لابد أن تكون مفاجئة فقد كانت في الثامن عشر من نوفمبر ، وتاريخ ميلادي هو الثالث والعشرين ، لفتة جميلة من ماما وعبدو و مريم ، شكراً على أي حال ، وعقبال فرحي ، ههههه ، عموماً لا تزال هناك قطع من تورتة الشوكولاتة اللذيذة جداً في الثلاجة لمن يريد ، إلا إذا كان عبدو قد أتى عليها ، ربما ينبغي علي التأكد.

أهدافي وطموحاتي وآمالي وأحلامي للعام الخامس والعشرين:
  • الزواج: (يلا عشان ماحدش يزعل) ، هناك تعقيدات غريبة لا أفهمها ، كما أن معظم أصدقائي خطبوا أو تزوجوا وبدأت أحس نفس شعور الطالب الذي لم يستلم ورقته بعد* ، أعتقد أنه يجب علي أن أبدأ البحث عن ورقتي الضائعة ، (فقط للتوضيح ، ليس هذا هو الدافع الرئيسي ، لكنه هاجس أصبح يضغط علي كثيراً مؤخراً)
  • الماجستير: (في الحقيقة هذه هي الأولوية الأولى) لكن حتى لا أعاقب على هذا التفكير فيما بعد (ماحدش عارف مين ممكن يقرأ الكلام ده ولا الناس بتفكر إزاي) سأضعها في المرتبة الثانية ، لابد أن أنهي الماجستير هذا العام (وأشوف حاجة تانية مفيدة أعملها)
  • العمل: لابد أن أجد عملاً آخر ، البقاء هنا لعام آخر سيجعلني أصدأ أو أتحول لفيلسوف ، وهي نهاية لا أريدها حالياً
  • العمل أيضاً: أعتقد أنه ينبغي أن أغير مجال عملي التطوعي أيضاً (أيوا اللي بالي بالك وهتلاقيه في التصنيفات (labels) تحت ، ولو أني سامع ناس بيقولولي ده بعدك) المهمة الموكلة إلي الآن لا أحبها ولا أجيدها كثيراً ، وكما قلت سابقاً فأنا قد فقدت الشغف ، لا بد أن أجد عملاً آخر أكون شغوفاً به
  • ربما هناك الكثير من الكتب التي يجب قراءتها ، والطباع (التي يرى الناس أنها غير لطيفة) ويحسن تغييرها ، والمشاريع الصغيرة العالقة التي يجدر بي البدء في تنفيذها ، لكن سأدع كل هذا لوقت لاحق
 يمكن أن يقال الكثير من الكلام عن كيف سأحول هذه الأهداف والأحلام لحقائق ولا أتوقف عند الأمنيات ، هنا سأحتاج مساعدتكم فأنا لا أعرف تماماً كيف سأفعل كل هذا وحدي ، شكراً مقدماً ، وتحياتي

-------------------------

الصورة من الحفلة "المفاجئة"  ، كنت لا أزال متفاجئاً ساعتها
بالمناسبة لا يزال هناك القليل من تورتة الشوكولاتة ، عارف لو جيت ناحيتها يا عبدو

* إن البنات لا يقلقن على تأخر زواجهن بسبب حاجة فسيولوجية معينة أو خوفهن من العنوسة أو شوقهن للأمومة .. أعتقد أنهن يقلقن لسبب واحد يا د.رفعت هو رؤيتهن لصديقاتهن يتزوجن الواحدة تلو الأخرى ..هل تعرف ذلك الشعور الممض ؟ لحظة استلام بطاقتك من السجل المدنى أو استعادة كراستك فى المدرسة الابتدائية ؟ الصوت ينادى واحدة تلو الأخرى .. الكل يسترد أوراقه ..تدريجيا تجد نفسك واقفا وحدك بانتظار من يناديك بدورك .. ذلك القلق الرهيب والشعور بأنك سقطت سهوا من فوق مائدة الحظ.. وأن أحدا لن يبحث عنك تحتها"
أحمد خالد توفيق
(ما وراء الطبيعة: 30 - أسطورة بعد منتصف الليل)
ربما هذا القلق ليس شعوراً أنثوياً محضاً رغم كل شئ

السبت، 6 نوفمبر 2010

ازدواجية


اليوم اتصلت بي أمي وبعد السلام وكعادتها هي وأبي في الأيام الأخيرة راحت تحدثني عن الانتخابات وكيف أن الأحوال العامة ليست مستقرة هذه الأيام وعلي أن أهدأ قليلاً (مش عارف ليه بابا وماما دايماُ بيقولولي بطل اللي أنت بتعمله ده كأني بأمشي مممممممم بأعمل حاجة غلط ، مع أني أعتقد -وعندي دلائل وأمثلة- أن الآباء والأمهات لا يبذلون نفس المجهود عشان أولادهم يبطلو يمشوا ممممممم يعملوا حاجات غلط).
لكن على غير العادة حدثتني أمي اليوم عن شعار "الإسلام هو الحل" وما إذا كنا سنستخدمه في الانتخابات وعن كون موقفه قانونياً أم مخالفاً للدستور (المادة الخامسة بالتحديد).
كما تتوقعون ، ناقشت أمي ودافعت عن استخدامنا له.
بعد أن أنهيت المكالمة انتابني شعور غريب فبالأمس وقبل الأمس خضت نقاشاً (كان حاداً في بعض أجزائه) حول مقال ل د.عمرو الشوبكي عن الشعار وكنت أدافع عن وجهة النظربأنه من الممكن إعادة النظر في استخدام الشعار أو على الأقل في أسلوب طرحه.
هل هي ازدواجية؟ هل ما نقوله بيننا يظل بيننا ولا ينبغي أن نطرح أفكارنا على الخارج؟ أم أنني قمت فعلاً بطرح وجهة نظرنا بشكل مختلف وقمت بتسويق الشعار الذي هو عنوان الهوية والمشروع؟

حسناً سأترككم مع نص الحديث (مع بعض التصرف) ولكم الحكم
محمد أنتم هتستخدموا شعار الإسلام هو الحل في الانتخابات
أيوا يا ماما ، ليه بتسألي؟
مش قانوني يا محمد ، المادة 5 من الدستور بتقول ممنوع استخدام شعارات على أساس ديني
بس هو مش كده يا ماما ، هو الإسلام أيديولوجية زي أي أيديولوجية تانية واحنا هنحل كل مشاكلنا منها
اممممم ، طيب يا محمد ، خد بالك من نفسك

هل كان صمت أمي اقتناعاً ، أم أنها سكتت لأنها لم تستطع أن تجادلني بعد أن قلت كلاماً تعتبره معقداً ، وهي دائماً تقول أني (غلباوي وبأتكلم وخلاص) لست أدري

الأربعاء، 27 أكتوبر 2010

شكوى


عندما أسمع شكاوى الناس ، تتضارب مشاعري وتختلط أفكاري

أحياناً أحس أني جاحد بأنعم الله ، ماديٌ جشع يسعى للسيطرة على كل شئ

ومرات أتصور أني مناضل ، مثالي ، حالم (ثورجي) ، لا يسكت على الظلم والخطأ

ساعات أفكر أني وغد متبلد المشاعر ، عديم الإحساس ، لا يحس بآلام الآخرين

حقاً ، الشكوى لغير الله مذلة

----------------------------
الصورة من معرض يقظة فكر روان دعاس

الجمعة، 22 أكتوبر 2010

الجني ويد فاطمة


شعور جميل بالإثارة وأنت تطارد القطار ، الوقت ضيق ، هل سألحق القطار أم لا؟ لا ليس هذا شعوري الآن فقد وصلت مبكراً خمس عشرة دقيقة ، ربما هو شعور عبدالرحمن الذي يجاهد الآن للحاق بالقطار ، لا أدري هل سيلحق القطار أم لا ، لكني أرجو أن يلحقه فخياراته ستكون محدودة جداً وصعبة إذا فاته القطار. أنا الآن في القطار المتوجه إلى المنيا لقضاء نهاية الأسبوع مع أهلي ولأقول لأمي كل سنة وأنت طيبة يا ماما ، مهلاً ليس هذا ما كنت أود الحديث عنه الآن لكن يبدو أن الحالة تملكتني .....

اليوم الخميس كان الموضوع الرائج على تويتر (الطائر المغرد) هو جني السعودية.

السعودية حيث قضيت عشر سنوات من طفولتي وصباي ، لست متأكداً إذا كانت الأفضل لكن كان لها بالتأكيد أثر كبير في حياتي ، السعودية تعني لي مكة ، الحرم الواسع الذي كنت أجري فيه ، السفر كل شهر تقريباً للعمرة ، ......

كلمت عبدالرحمن الآن في التليفون وأعتقد أنه لن يلحق القطار

لدى آخرين السعودية قد تعني المال ، الثراء ، السيدات المتشحات بالسواد ، العائلة المالكة المتحكمة ، الإسلام ، تحكيم الشريعة ، الوهابية ، هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، الشيوخ (المطاوعة) ، اضطهاد الشيعة ، الغنى الفاحش والفقر المدقع جنباً إلى جنب ، أو حتى أب غاب عن أولاده لسنين ليوفر لهم مصاريف الجامعة والزواج أو فقط لأنه مرتاحٌ هكذا .....

الخبر ببساطة أن قاضياً اتُهم مع آخرين بقضايا فساد واختلاس أموال (100 مليون ريال سعودي) ودافع عن نفسه بأنه تلبسه جني دفعه للقيام بالجريمة وأحضر (راقياً شرعياً) طلب منه القاضي (المسئول عن القضية) تدوين أقوال الجني المتهم لعرضها على المحكمة.

الأسبوع الماضي كان الموضوع الرائج عن سمر محمد بدوي التي يدعي* المدونون والنشطاء أنها تعرضت لظلم بين من والدها لكن القاضي (الذي يدعي المدونون والنشطاء أنه ذكوري متحيز) سجنها لأجل غير مسمى بتهمة العقوق.

لا أدري متى كان تلبس الجن يدفع للاختلاس ولا متى كان يعاقب على العقوق بالسجن لكن كان الله في عون نشطاء السعودية والمطالبين بالحريات فيها فعندما يعترضون الآن سيتم اتهامهم بعدم الإيمان بالجن ما يعني الكفر وربما يُقتلون ردة.

رحم الله شيخنا محمد الغزالي الذي قال: "إن انتشار الكفر في العالم يحمل نصف أوزاره متدينون بغضوا الله إلى خلقه بسوء صنيعهم وسوء كلامهم"
القضية معقدة أليس كذلك؟ ..... نعم ليس كذلك
قضية فساد واضحة يدفع فيها بفرض أقل مايوصف به اللامعقولية كي يتحول الفاسد بريئاً.

هل أطعن في الإسلام الآن؟ لا أدري لكن الإسلام الذي أعرفه يعلي قيمة العدالة ، الإسلام الذي أعرفه قال نبيه الذي أؤمن به "إنما أهلك من كان قبلكم أنه إذا سرق فيهم الشريف تركوه واذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها "

هذا هو الإسلام الذي أعرفه وأؤمن به وأدعو له.

بالمناسبة عبدالرحمن فعلها ووصل القطار في آخر لحظة وهو يجلس بجانبي الآن ، ربما هذا هوالخبر الوحيد الجيد هنا.

العجيب أن ماما عندما كلمت عبدو في التليفون تظاهر أنه يلهث وأخبرها أنه لم يلحق القطار وأنه لن يسافر هذا الأسبوع ، وكالعادة بدأت أمي تغضب (وتتحمق) لولا أن أخذت التليفون وكلمتها وأخبرتها بالحقيقة ، أعتقد أنه يجب أن يسجن بتهمة العقوق.

تحياتي
-------------------------
الصورة من معرض يقظة فكر بلال وهب
* يدعي تُفهم عادة بمعنىً سلبي في اللغة العربية أن احتمال كذب القائل أكثر لكن هنا أنا فقط أعني أن هناك روايات مختلفة لست متأكداً تماماً أيها صحيح لكني أميل هنا لرواية النشطاء والحقوقيين

الأربعاء، 20 أكتوبر 2010

أمي


أحنُ إلى خبز أمي
وقهوةِ أمي
ولمسةِ أمي ..

وتكبر فيَّ الطفولةُ
يوماً على صدر يومِ
أعشق عمري لأني
إذا متُّ
أخجل من دمع أمي !


هرمتُ فردّي نجوم الطفولة
حتى أشاركْ
صغار العصافير ..
درب الرجوع ..
لعُشِّ انتظارك !!

ردّي نجوم الطفولة
حتى أشارك صغار العصافير
درب الرجوع ...
لعش انتظارك !!


أحن إلى خبز أمي ، قالها محمود درويش وغناها مارسيل خليفة ، لم أتأثر كثيراً عندما سمعتها أول مرة ، ربما لم أحس بالحاجة ،  الإنسان يظل جاهلاًً بالنعمة حتى يفقدها ، لم أحس بعظمة أمي إلا عندما ابتعدت 

واليوم في يوم ميلادها أقول كل سنة وأنت طيبة يا أعظم أم في الدنيا ، ليس هناك الكثير لأضيفه ، لن أمارس عادتي السيئة في جعل كل المواضيع تتمحور حولي ، فقط كل سنة وأنتِ طيبة يا ماما 

الخميس، 14 أكتوبر 2010

أحلام مؤجلة


كنت أود أن أنام باكراً اليوم , فالثلاث ساعات التي نمتها أمس ليست كافية على الإطلاق ,  لكن (ههه ده بعدك يا قمر) , طبيب العيون ثم موفر خدمة الانترنت ثم طبيب الأسنان , يبدو أن النسكافيه يصنع المعجزات , وكلها مشاوير مؤجلة , أحدها مؤجل منذ أربع سنوات , أحياناً كنت أغضب عندما تصفني أمي بأني غير مفيد (ومبأقضيش مصلحة) , لكن تتفقون معي أن لديها ما يدعم كلامها
المشاوير المؤجلة دائماً سخيفة , وتظل تضغط عليك حتى تجبرك على إنهائها , أسناني تؤلمني ولا أستطيع أن أصبر أكثر من ذلك

لكن هناك ما هو أسوأ من المشاوير المؤجلة , إنها الأحلام المؤجلة , تظل تطاردك وأنت لا تستطيع تحقيقها , ليس الآن ولا في أي وقت آخر  , وتضطر إلى تأجيلها مرة بعد أخرى , ويصيبك هذا بالاكتئاب الذي لا تدري له سبباً , ولا يكون للحياة معنى

لم أنجح كثيراً في التعامل مع أحلامي المؤجلة , لكني أرى أن مطاردة الأحلام (إذا كانت قابلة للتحقيق) من أكثر أسباب الرضا والقناعة في الدنيا , طول النفس مهم في هذه الحالات , وإلا فلا تتوقع نتيجة

أحلام البسطاء هنا



--------------------------------------
الصورة من معرض يقظة فكر  روان دعاس
الفيلم القصير برومو احلم معايا برنامج رمضان 29

الأربعاء، 13 أكتوبر 2010

مسئول

السلام عليكم

شعور مريح جداً أن تجلس مع مسئول ويحاول أن يفهم وجهة نظرك ويقنعك بوجهة نظره

ما يضايقك فعلاً أن يرمي الكرة في ملعبك ويخبرك أنك أنت الحل وأن التغيير بيدك أنت 

يزعجك أكثر حينما يخبرك أن عنده نفس المعضلة لذا فإنه يتعاطف معك لكنه لا يملك حلاً
تخيلوا أن ابنة مدير عام الشركة التي أعمل بها عملت لعامين بعد تخرجها كنادلة في مطعم قبل أن تجد وظيفة مناسبة كمنظمة أحداث ومناسبات للفنادق والشركات (لا تتفاءلوا كثيراً و لا تذهبوا بخيالكم بعيداً , لم يحدث هذا في مصر إنما في بريطانيا)

كلما جلست مع أحد المسئولين تذكرت قول الله تعالى "فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم*"
فعلاً الحديث مع الكبار و المسئولين والخبراء شهوة لابد أن نتحكم فيها فهي تضيع الكثير من وقتهم
-----------------------------------------------------------
* المجادلة 12

السبت، 9 أكتوبر 2010

تحيا فلسطين Viva Palestina

 السلام عليكم

 
طائفة من أخبار الأسبوع الماضي , حسناً لا لن أعلق عليها فهذا يحتاج لبرود غير طبيعي حتى أنا لا أملكه

أماعن فيفا بالستينا (تحيا فلسطين)  وقافلتها شريان الحياة 5 التي انطلقت من لندن 18 سبتمبر الماضي ومرت بفرنسا , إيطاليا , واليونان ثم تركيا وسوريا ولاقت في كل منها ترحيباً واسعاً وهي تنتظر منذ يومين في ميناء اللاذقية السوري كي تسمح لها السلطات المصرية بالتحرك إلى العريش ومن ثم إلى رفح لدخول قطاع غزة , وكان المتحدث باسم الخارجية المصرية حسام زكي (أحد القلائل الذين أكرههم بشدة في هذا العالم , والذي عرفت مؤخراً أنه أخو أحمد زكي بدر وزير تعليمنا الهمام) أن جورج جالاوي منظم القافلة ومؤسس تحيا فلسطين غير مرحب به في مصرولن يسمح له بدخولها ثم أعلن جورج جالاوي أن مشكلته هي مع إسرائيل وليست مع السلطات المصرية لكن يبدو أن المسئولين في وزارة الخاجية قد فقدوا العقول والآذان معاً مثل أقاربهم في وزارة التعليم وكل مصالح مصر الحكومية الأخرى , هذا وقد قام أفراد القافلة ومنظموها بمناشدة السلطات المصرية السماح لهم بالعبور إلى غزة مع الدعم الإنساني الذي يحملوه , دور غير مستغرب للنظام المصري الذي يتنافس مع حكام الضفة الأشاوس في التذلل والإذعان لإسرائيل.

الغريب أن أحداً لم يفعل شيئاً , بعد حادثة قافلة الحرية كثرت صور الدعم والقوافل الإغاثية من مصر وغيرها , لكن يبدو أن هوجة اختفاء كاميليا والفتنة الطائفية المحتملة ثم الانتخابات البرلمانية القادمة قد أنستنا إخواننا عبر الحدود.
أنا لا أملك الآن أفكاراً عن كيفية دعم النشطاء الذين جاؤوا من جميع أنحاء العالم لإغاثة إخواننا فهل لكم أن تساعدوني , وهل سنكتفي بالدعاء هذه المرة أيضاً , أفيدوني.
أخيراً وحتى لا تنسوا إخوانكم أنقل لكم هذا المقال الذي يصور معاملة الفلسطينيين الذين يأتون إلى مصر للعبور إلى غزة , رحلة العذاب إلى غزة.
لمتابعة أخبار القافلة : تحيا فلسطين 

تصبحون على وطن


الاثنين، 4 أكتوبر 2010

الانتخابات النيابية 2010 , وماذا بعد؟



السلام عليكم
أكتب إليكم وقد قارب الإخوان المسلمون على إعلان قرارهم بالمشاركة في الانتخابات , شخصياً أعتقد أن تأخر إعلان القرار حتى الآن يدل على حجم الاختلاف داخل الجماعة حول المشاركة أو المقاطعة. كنت قد وعدت أن أكتب مقالاً حول رأيي في المشاركة في الانتخابات أو عدمه وحول إذا ما كنت أدعم خيار المقاطعة التي أرى نسبة كبيرةً ممن أعرف حولي يدعمونها لكني رأيت هذا غير مجدٍ لأن كثيراً تحدثوا حول ضرورة المقاطعة وأهميتها , د/عمرو حمزاوي , ا/فهمي هويدي , ا/عصام سلطان , د/حسن نافعة , ا/إبراهيم عيسى , ا/فهمي هويدي مرة أخرى , د/محمد البرادعي وحتى د/عبدالمنعم أبو الفتوح (د/عبدالمنعم تحدث عن عدم المشاركة من منطلق المبادرة التي أطلقها من قبل لابتعاد الإخوان عن المشاركة في الانتخابات لمدة 20 عاماً).

على الجانب الآخر لم أجد آراء ومقالات كثيرة تدعم الرأي القائل بالمشاركة (ربما كان هذا سبباً في انتشار الرأي الداعي للمقاطعة بين الشباب المسيس) سوى مقالات د/أهداف سويف ود/عبدالرحمن البر ( د/عبدالرحمن البر نشر ثلاثة مقالات حتى الآن حول شرعية المشاركة في الانتخابات لم يعجب الكثيرين توقيت طرحه لكن هذا المقال رد على مقال ا/فهمي هويدي حول مصلحة الوطن والجماعة وهومقال يحمل أفكاراً سياسية جيدة ومقبولة لدى الكثيرين وإن كان الكثيرين لديهم تحفظات على عنوانه) كما نشر د/حسن نافعة في مقاله سالف الذكر حجج الداعين للمشاركة.

بالتأكيد لن يضيف كثيراً بعد كل هذا أن أكون مؤيداً للمشاركة أو المقاطعة لكن ما أعتقد أنه من الضروري أن ندرسه ونناقشه الآن هو ماذا سيكون الموقف الإيجابي للشباب الرافض أو الداعي للمشاركة في الانتخابات منها.

في الحقيقة لدي عدة نقاط أعتقد أنه ينبغي أن نفكر فيها جيداً قبل الانتخابات
  • ماذا ستفعل القوى الداعية للمقاطعة أثناء الانتخابات؟ (أسئلة طرحها د/محمد البلتاجي مؤخراً)
  • إذا اتفق الجميع أن المقاطعة ليست دعوة للركون والابتعاد عن العمل السياسي وإنما لإحراج النظام والتشكيك في شرعيته كجزء من معركة التغيير , ألا تصلح الانتخابات كركيزة أو آلية للتغيير؟ وإذا لم تكن تصلح فما البدائل التي ينبغي أن تعتمد عليها حركة التغيير خلال الشهرين القادمين؟
  • ما الذي ستفعله القوى السياسية المعارضة لمواجهة الإرهاب الأمني والتزوير الذي سيحدث في الانتخابات القادمة (سواء كانت هذه القوى مشاركة أو مقاطعة)؟
  • ما الخطوات التي يمكن أن تقوم بها القوى المعارضة إذا قامت الحكومة ب -أو نجحت في- تزوير الانتخابات؟
هذه هي الأسئلة , أعتقد أنني سأفكر في ما يمكن أن نقوم به وأنشره في تدوينة منفصلة قريباً فيكفي كل هذه المقالات التي ربما ستستغرق قراءتها منكم وقتاً طويلاً.
وشكراً

الأربعاء، 29 سبتمبر 2010

منحنى تعلم شديد الانحدار Steep learning Curve


السلام عليكم
الأسبوع الماضي طلبت من الأصدقاء بعض الوصفات السريعة والسهلة لأكلات شهية ولم أحصل على شئ سوى وصفة واحدة لعمل التونة بالخس والطماطم ولأن سعر الطماطم أصبح عشر جنيهات للكيلو فقد قدرت أنها ستكون رفاهية مبالغ فيها , لذا انتهى بي الأمر أن أطبخ نفس ما طبخته الأسبوع الماضي وبداية الأسبوع , للأسف لم يتحسن طبخي كثيراً - ربما لم يتحسن على الإطلاق - ودعاني هذا للتفكير في شكل منحنى تعلمي* الذي تخيلته مستوياً لا يزيد مع الزمن , طبعاً في الوضع المثالي منحنى تعلم أفقي يعني الوصول للقمة في هذا المجال وعدم القدرة على تعلم أي شئ آخر فيه وهو مستحيل نظرياً على ما أعتقد لأنه تعالى قال "وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً" ** لكن في حالتي الخاصة هذا يعني عدم القدرة على تعلم أي شئ وهو عيب أرجو أن يختفي مع الزمن.

ما دعاني للتفكير في هذا هو في الحقيقة شيئين , أولهما رغبتي في أن أعرف كيف يقيم العلماء منحنيات التعلم لأنني لاحظت أنني أحياناً ما أرتكب أخطاء شديدة التفاهة ولا أتعلم منها فيما بعد رغم وضوحها الشديد والآخر هو الانتخابات النيابية القادمة.

عندما يرتكب الإنسان خطأً ما يكون منحنى تعلمه شديد الانحدار , وهذا يعني أنه يعرف كماً كبيراً من المعلومات في فترة قصيرة ما يؤدي به إلى الحرص على عدم ارتكاب الخطأ مرة ثانية , لكن عند تكرار الخطأ لا يكون منحنى التعلم بنفس انحدار المرة الأولى ما يؤدي إلى عدم اهتمام المخطئ للخطأ ما يؤدي إلى سهولة الوقوع فيه مرة ثالثة ورابعة وهكذا , والسؤال الآن لمن يفهمون الإدارة والتربية , كيف يمكن الاستفادة من الأخطاء عند وقوعها أكثر من مرة لجعل تكرارها بعد ذلك أشد صعوبة؟
يبدو ما كتبته الآن معقداً , حسناً سأحاول أن أبسطه فيما بعد.

عادة ما يكون منحنى التعلم شديد الانحدار لدى المبتدئين , أخبرني مديري السابق ذات مرة أن منحنى التعلم يكون أشد انحداراً في الخمس سنين الأولى من حياتي المهنية , بعد ذلك يقل ميله تدريجياً حتى يقترب من الأفقي عند نهايتها , هذا ليس هو وضعي الحالي , فمنحنى تعلمي ليس مائلاً بشكل كافي ومرضي , ربما ليس مائلاً على الإطلاق , وهذا هو أحد أهم الأسباب التي تجعلني أرغب في ترك عملي الحالي , بالتأكيد إذا كان أحدكم يملك مساعدتي فلا تترددوا في فعل ذلك , شكراً.
يكون منحنى التعلم شديد الانحدار أيضاً في حالات الخطأ , على سبيل المثال حادث بئر ماكوندو في خليج المكسيك كان حدثاً ذو منحنى تعلم شديد الانحدار -أول حادث انفجار لبئر على هذا العمق 1800 متر- وظل المهندسون والعلماء يبحثون على مدار أشهر كل الطرق الممكنة لغلق البئر حتى استطاعوا ذلك بعد ثلاثة أشهر من انفجارها وتسرب مايقرب من خمسة ملايين برميل من الزيت ما سيكلف بي بي (الشركة المالكة ل 65% من الحقل والتي كانت تدير حفر البئر) ما يقرب من ثلاثين بليون دولار ( أقل قليلاً من دين مصر الخارجي - يعتبره البنك الدولي هائلاً , الدين وليس كلفة الحادث) لإغلاق البئر وإعادة ساحل الخليج لطبيعته.
 أمثلة أخرى لما يمكن أن يكون ذو منحنى تعلم شديد الانحدار حادثة تشرنوبيل أو السنة الأولى من الزواج حيث لا يعلم الزوجان الكثير عن بعضهما ما يؤدي لكثير من المشاكل وحالات الطلاق , د.أحمد خالد توفيق كتب عن ذلك مقالة جميلة سماها كان يمثل.
منحنى التعلم هو أحد الخصائص التي يمكن تقييم البدائل المختلفة على أساسها , فعندما يتوقع أن يكون منحنى التعلم لخيار مشروع ما أكثر انحداراً من خيار آخر , يتم الموافقة على المشروع ذو منحنى التعلم الأقل ميلاً , لأن ذلك يعني أن المخاطرة بحدوث مشاكل غير متوقعة فيه أقل. عادة هذا ما يحدث في صناعة البترول , لا أدري ماذا يحدث في الصناعات الأخرى لكنني أعتقد أن نفس المبدأ يتم تطبيقه.
والمديرون وأصحاب القرار لا يسعون للحلول الأقل مخاطرة لأنهم جبناء ولكن ببساطة لأنه من أكثر أسباب الفشل في العالم أو على الأقل في صناعة البترول عدم اتباع الإجراءات والخطط وعندما يحدث ما هو جديد أي غير مخطط له فإنه لا تكون هناك إجراءات لاتباعها من الأساس ما يزيد احتمالات الفشل والخسارة , لذا يسعى أصحاب القرار للابتعاد عن المشاريع أو البدائل ذات منحنيات التعلم شديدة الانحدار.

ما الذي دفعني للكتابة عن هذا الآن ؟ هل هو الاستطراد ثانية ؟ آه إنها الانتخابات النيابية القادمة.
هل يتم تقييم أداء الحركات والجماعات بنفس هذا الشكل؟ وكيف كانت منحنيات التعلم لجماعة الإخوان المسلمين طوال الثمانين عاماً الماضية في المجالات الدعوية والتربوية والسياسية والاحتماعية؟ هل يقوم أحد بهذا النوع من الدراسات؟ وهل تنشر؟ وإذا لم يكن هذا هو ما يحدث فكيف يتم تقييم الأداء وأين ينشر هذا التقييم؟ 
بالتأكيد لست مهتماً كثيراً بهذا فهذا عمل أناس آخرون من الطبيعي أن أفترض أنهم يقومون بعملهم على أكمل وجه لكنني لا زلت مهتماً بمعرفة أساليب التقييم والنتائج التي تم التوصل إليها في هذه التقييمات.
لماذا فكرت في هذا؟ ما على الساحة الآن هو المشاركة أو المقاطعة للانتخابات البرلمانية 2010 , وأنا أفكر هل من الممكن المفاضلة بين الخيارين على أساس منحنى التعلم لكل منهما؟ أنا لا أعني هنا موازنة الربح والخسارة ولكن سهولة التخطيط وسلاسة التنفيذ لأي من الفكرتين وتوابعهما من أفعال. أنا لن أقول الآن ما هو رأيي الشخصي في المشاركة أو المقاطعة فقد خصصت لذلك تدوينة أخرى ربما لن تنشر أبداً , لكن سؤالي مرة أخرى هو هل من الممكن المفاضلة بين خياري مشاركة جماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية 2010 أو مقاطعتها على أساس منحنى التعلم لكل منهما؟ بالطبع آراؤكم الأخرى حول المشاركة والمقاطعة ستكون موضع تقدير.
جزيتم خيراً

-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
* منحنى التعلم هو تمثيل رسومي لتغير معدل التعلم (في الشخص العادي) لنشاط معين. عادة ، تكون الزيادة في الاحتفاظ بالمعلومات أكبر بعد المحاولات الأولى ، ومن ثم تقل تدريجيا ، وهذا يعني أن يتم الاحتفاظ بمعلومات جديدة أقل وأقل بعد كل تكرار.
** [الإسراء: 85]

السبت، 25 سبتمبر 2010

اليوم غسل الملابس



بسم الله الرحمن الرحيم
"غسل الملابس , عملية مرهقة ومحبطة , لا يمكن الشعور بالإنجاز فيها مقارنة بغسيل الأطباق حيث يمكن التأكد من جودة ونظافة كل طبق على حدة". كان هذا تعليقي اليوم بعد غسيل الملابس. ومنذ أن سافرت أمي أصبح إنجازي اليومي هو إما الطبيخ أو غسل الأطباق أو الملابس أو كيها (الملابس لا الأطباق بالطبع) , صورة لم أتخيلها في أسوأ كوابيسي فدائماً ما تخيلت أني سأكون شخصاً مهماً شديد الانشغال يقضي يومه في حل مشاكل العالم, نرجسية وإعجاب مبالغ فيه بالذات كما ترون لكن لا تقلقوا فكل هذه الأحلام تتحطم حالياً على صخرة الواقع ,  بالتأكيد أنا ألوم أمي جزئياً على هذا الوضع فبالنسبة لي هي قدمت مبررات واهية للانتقال , "لم تعد تعجبني الحياة في القاهرة بعد الآن , كما أنك كبرت ولم تعد تحتاجني , وقد حان الوقت للزواج , شوف لك عروسة ولا تتحجج بوجودي أو سفري" , تسلط غير طبيعي من قبلي , لكن لا تلوموني كثيراً فقد وجدت نفسي في وضع لا أحسد عليه مؤخراً .

لكن هذا الذي حدث خلال الأسابيع الثلاثة الماضية جعلني أعيد التفكير في العديد من الأشياء:
  1. الست المصرية بطلة , فهي تفعل كل ما أفعله في أسبوع في يوم واحد بالإضافة إلى المذاكرة لأولادها , تفعل هذا ثم تجد بعض الأولاد والأزواج غاضبين لأن الأكلة ناقصة ملح أو لأن الزوجة زاد وزنها ولم تعد تهتم بنفسها , بالـتأكيد يحتاج أي إنسان لقدر لا بأس به من الصفاقة لكي يفعل ذلك , لكن يبدو أن الصفاقة لا تنقص هؤلاء
  2. أنا أقول هذا الكلام وأنا على البر (واللي ايده في الميه مش زي اللي ايده في النار) , وبالطبع يمكنني أن أدعي أنني سأكون زوجاً مثالياً أقدر زوجتي وأساعدها في أعمال المنزل (رغم أنني أعلم أن كل أعمال المنزل هي شرعاً مسئولية الزوج وليس الزوجة , لكن الزوجات المصريات يعتبرن هذا واجبهن التاريخي), فما أقوله الآن ربما يعتبر مسئولية لن أستطيع أن أوفيها فيما بعد , لكن شهادة الحق تظل هي هي في كل مكان وتحت أي ظروف
  3. أنا محتاج للزواج الآن أكثر من أي وقت مضى , ربما هذا ما يجعلني أبدأ في التراجع كلما تكلم أحدهم في هذا الموضوع , قديماً عندما كنت على البر أيضا ً كنت شديد المثالية , كنت أرى الزواج مؤسسةً ومشروعاً هدفه الأهم هو بناء لبنة تكون جزءاً من كيان المجتمع الذي أحلم به , الآن صار الزواج مشروعاً قصير الأمد هدفه إشباع الاحتياجات الجنسية والعاطفية وحديثاً الاحتياجات اليومية من مأكل وملبس إلخ , تحول الزواج عندي من وسيلة لتحقيق حاجات قمة الهرم (هرم ماسلو - هرم الحاجة) إلى وسيلة لإشباع حاجات قاعه , وهذا يجعلني أؤجل التحرك في هذا الاتجاه حتى يحدث التوازن الذي أنشده
  4. أنا أحتاج حالياً إلى وصفات متعددة مفصلة سريعة وسهلة للطبخ , فأنا لا أطيق البقاء في المطبخ أكثر من نصف ساعة كما أنني لا أعتبر الأكل من خارج البيت لذيذاً إلا إذا كان في فنادق الخمس نجوم وهذا يستدعي بالطبع أن يدفع الحساب شخص ما غيري , وهو شرط لا يتوافر كل يوم , لذا أنا سأستغل كرم ولطف المتابعين لهذه المدونة وأرجو منهم أن يبعثوا لي بوصفات سريعة مفصلة وسهلة , وسأكون شاكراً جداً لهم
 
يبدو أن هذا كل شئ الآن ودمتم

السبت، 18 سبتمبر 2010

حب حياتي


سألوني كثيراً , لم لم تتزوج؟ لم أملك رداً؟
حسناً ألم تحب من قبل؟ نعم أحببت , فما الذي يمنعك  من الارتباط بمن تحب؟
 مممممم ثلاثة أسباب رئيسية
إنها متزوجة , لا أدري ماالذي يدفعني للجهر بهذا فالجهر ذنب أحياناً
ولديها أطفال ولا بد أن أكون معتوهاً كي أتصور أنها يمكن أن تترك أطفالها من أجلي
لا ليس هذا كل شئ فهي ميتة , نعم لم يمنعني هذا أن أحبها فأنا لم أعرفها إلا بعد وفاتها
هي ميتة ,  أقصد أنها تعيش في عالم آخر {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون} نعم نحسبها عند الله شهيدة
 إنها ريم الرياشي أم لطفلين وأول فلسطينية تقوم بعملية استشهادية في الانتفاضة الثانية في يناير 2004

أنا لم أحب ريم الإنسانة فأنا لم أعرفها لكنني أحببت ريم المثال , المرأة صاحبة الغاية والهدف التي تتخلى عن كل شئ في الحياة لتحقيق أهدافها حتى لو كان زوجاً محباً وأطفالاً رائعين
لست أدري ماذا حدث لأسرة ريم من بعدها , ربما مات زوجها كمداً لفراقها أو عجلة للقائها , ربما تزوج مرة أخرى فأولاده يحتاجون لرعاية , لكن من تحل محل ريم؟
كنت دائماً أفكر ماذا قالت لطفلتها ورضيعها في لحظاتها الأخيرة وكيف ودعتهما؟


دائماً ما تمنيت أن يرزقني الله زوجة مثل ريم لكني أعرف أني لا أستحقها ولو تقدمت لها (لمن تماثلها) لرفضتني , إذا أردت فاطمة فكن علياً , وأنا أعرف أني لست علياً


أفكار عمرها خمس سنوات  لم أستطع التعبير عنها من قبل

الاثنين، 13 سبتمبر 2010

الغاز وطل وأشياء أخرى

بسم الله الرحمن الرحيم

مظاهرة أمام السفارة السورية يوم الأحد القادم للمطالبة بالإفراج عن طل الملوحي , واعتراضات لأن هذا ربما ليس مجدياً كما أنه يدعم الهجمة الأمريكية على سوريا وإيران.
بيان يتم توقيعه من الشخصيات العامة للمطالبة بالإفراج عن طل وتسليمه للسفارة السورية واعتراضات لأنه سيتم إلقاؤه في سلة المهملات.
مطالب بتنظيم المظاهرة أمام نقابة الصحفيين لأن هذا سيكون له وقع وتأثير أكبر.
اتهامات متبادلة بالخيانة , العمالة , والجبن وتهدأ الاتهامات حتى تصل في حدها الأدنى للجهل وقصر النظر وعدم التفكير في عواقب الأمور
فاصل مما حدث ويحدث اليومين الماضيين على المدونات , فيس بوك وتويتر.
إذا كان هذا هو حال النشطاء والمدونين , أصحاب الكلمة والرأي , المدافعين عن الحريات وحقوق الإنسان عند اختلافهم , فماذا ننتظر من العامة والغوغاء؟ أن يقيموا مؤتمرات لدعم الحوار مع الآخر!!
لمن لا يعرف طل الملوحي مدونة سورية من مدينة حمص في التاسعة عشر من عمرها كانت تستعد لشهادة الثانوية العامة حين اختطفها النظام السوري في ديسمبر 2009 ولم يفرج عنها حتى الآن وسط مخاوف على صحتها وحياتها.
لمزيد من المعلومات عن طل وللمشاركة في فعاليات حملة الدفاع عنها هنا و هنا

وقد قدمت والدة طل خطاب رجاء واستعطاف للرئيس السوري من أجل الإفراج عن ابنتها , ومع كامل تقديري لموقف الأم وتعاطفي معها إلا أن هذا دعاني للتفكير في تجبر الأنظمة العربية الذي يجعل ضحاياها ينتظرون من هذا المجرم أو ذاك أن يكون أباً حانياً ينظر بعين الرأفة إلى أبنائه وبناته في السجون.

في السطور السابقة عرضت مشكلة أراها في طريقة تعامل النشطاء من اتجاهات مختلفة مع بعضهم حال اختلاف وجهات النظر , لست أعتقد أن لدي الحل الآن , ولكني أرى أن عرض المشكلة خطوة مهمة وضرورية من أجل الوصول لحل. وقد كتبت نقداً للمدونين والنشطاء , ورغم ذلك لا أتوقع أن يخرج أحدهم ليتهمني بالخروج على الصف وتفتيت وحدة الجماعة (أعني جماعة المدونين والنشطاء بالطبع) ثم يعلن أحدهم في قرار إلكتروني خطير أن التدوين ينفي خبثه (واللي مش عاجبه يدون في حتة تانية والباب يفوت جمل).

خطط لحملات عصيان مدني لم تشهدها بريطانيا منذ ثلاثة عقود و اتحاد العمال البريطاني يبحث امكانية اضراب عام احتجاجا على خطط الحكومة التقشفية

بريطانيا , تلك الجزيرة الصغيرة في أقصى غرب أوروبا التي كانت يوماً ما تحكم امبراطورية لاتغيب عنها الشمس والتي تفككت تحت شعاري (لا ضرائب بدون تمثيل في الولايات المتحدة والتغيير السلمي - السانيجراها - في الهند) ربما تحدث بها قريباً أكبر حركة عصيان مدني منذ ثمانينيات القرن الماضي احتجاجاً على خطط الحكومة التقشفية لتخفيض الوظائف العامة.
تحالف المحافظين والديمقراطيين الأحرار الذي يحكم بريطانيا نجح في الانتخابات منذ أربعة أشهر فقط وحصل على نسبة 60% من إجمالي الناخبين بأغلبية 56% في مجلس العموم وهي أول حكومة محافظين منذ 13 عاماً.
لم يخرج أحد من العمال الذين سيفقدون وظائفهم ليناشد رحمة جلالة الملكة أو أبوة السيد كاميرون رئيس الوزراء أو شفقة نك كليغ نائبه لينظروا بعين الرأفة إلى العمال والأسر الذين سيتشردون عند تخفيض الوظائف. ولم يخرج أي من الأبواق ليطالب الشعب الطيب بأن ينتظر حتى تظهر نتائج مجهودات الحكومة الجديدة التي لم يتعد عمرها أربعة أشهر.
هم يعلمون أن حكومة المحافظين تسعى لتخفيض الوظائف العامة وهم مستعدون لإسقاط الحكومة ووقف حال البلد من أجل أن يعيشوا عيشة كريمة.
يشعرني هذا بالحزن على حال النقابات العمالية في بلادنا وعلى حال العمال والموظفين أنفسهم ويذكرني بالمازوخية (الماسوشية) الشديدة التي لا يعانيها في العالم إلا نحن.

ما كتبته سابقاً ربما يخالف تعهدي بالكتابة عن الغاز المصري كما أنه احتل جزءاً كبيراً من التدوينة وربما لا يعجب هذا البعض لكن اعذروني فقد أصبح الاستطراد أحد عاداتي السيئة. كما أنني أرى أن تعهدي بالكتابة في موضوع واحد حتى ينتهي هو التزام مجحف لذا فإنني أتحلل منه من الآن وصاعداً.
شكراً لكل من قرأ وعلق على تدوينتي السابقة ولمن يجد صعوبة في التعليق على المدونة لأنه ليس لديه حساب جوجل
(Google account)
فيمكنه التعليق على فيس بوك أو تويتر.

كنت قد وعدتكم أن أتحدث عن ما الذي حدث حتى وصلت مصر لأزمة الطاقة الحالية؟ وكيف تتعامل الدول الأخرى عندما يحدث له أزمة طاقة مشابهة؟

كانت خطط مصربخصوص الغاز ناجحة حتى منتصف العشرية الأولى من الألفية الثالثة , ساعتها بدأت مصر تتوسع في التصدير , وبدأ إنتاج الغاز من الحقول القديمة يضمحل , كما تراجعت الاكتشافات الجديدة , ولم تعد الشركات الكبرى تبدي نفس الحماسة للبحث عن الغاز في مصر.
لماذا لم يعد ل
لشركات الكبرى نفس الحماسة للبحث عن الغاز في مصر؟ لأن مشتري الغاز في مصر هو غالباً الحكومة المصرية التي تدفع أسعاراً أقل من تلك التي يدفعها أي مشتري آخر للغاز في العالم كما أنه قد ظهرت مناطق أخرى بها احتياطيات هائلة من الغاز ولا تتحكم الحكومات بإنتاجه كما يحدث في مصر , على سبيل المثال تم اكتشاف كميات هائلة من الغاز في المياه العميقة غرب أستراليا وفي أحد هذه المشاريع وهو مشروع
-Gorgon-
الذي تديره شركة شيفرون الأمريكية والذي سيكلف ما يزيد عن الأربعين مليار دولار باعت شيفرون نصيبها من الغاز(50% ) قبل ثلاث سنوات من إنتاجه ب 73 مليار دولار وكذا فعل شركاؤها. وأنا في الحقيقة لا أحب كثيراً الحديث عن مشاريع الغاز في غرب أستراليا لأنها سلبتني مديري لذا لن أخوض فيها كثيراً.
الاستثمار في هذا المشروع فقط ربما يزيد عن كل ما تم استثماره في البحر المتوسط والدلتا لإنتاج واستكشاف الغاز.
كذلك ظهرت المصادر الأخرى للغاز الأكثر تعقيداً في الإنتاج مثل
-shale gas-
في الولايات المتحدة الذي تتجه كل الشركات الكبرى للاستثمار فيه حالياً والذي يباع فورياً بسعر السوق وقد وصل سعر الغاز في صيف 2008 إلى 16 دولار للمليون وحدة حرارية مقارنة بسعره في مصر2.65
دولار للمليون وحدة حرارية.
كل هذه العوامل دفعت الحكومة المصرية للتفاوض مع شركائها الأجانب لزيادة أسعار الغاز الذي يتم شراؤه من الشريك الأجنبي من أجل زيادة الاستثمار والإنتاج في مصر.
وبدأت بالفعل في 2007 مفاوضات زيادة سعر الغاز وتم بالفعل زيادته في 3 مناطق امتياز في 2008 ثم في 2010 تم التوقيع على اتفاقية شركة بي بي التي كما فهمت مما نشر عنها (وقد أحيطت تفاصيل مفاوضات هذه الاتفاقية بسرية شديدة في أروقة وزارة البترول والهيئة المصرية العامة للبترول والشركة المصرية القابضة للغاز الطبيعي) تنص على حق الشركة في كل الغاز مقابل أن تبيعه لمصر بسعر معين يعتمد على سعر خام برنت وبسقف محدد للإنتاج بعده تتم المشاركة في الملكية في الغاز والمتكثفات الزائدة عن 5 تريليونات قدم مكعب و 55 مليون برميل.
بالطبع لم يكن هذا الاتفاق هو الأمثل لمصر في رأي الكثيرين لكن وزارة البترول التي تعلم أن هذه الاكتشافات كان يجب أن يتم إنتاجها منذ 2007 وأن عدم إنتاجها يشكل عاملاً مهماً في أزمة الطاقة التي تتعرض لها مصر الآن وتعلم أن مصر لا توجد لديها التكنولوجيا ولا رأس المال اللازمين لإنتاج هذ الغاز الصعب (العميق في المياه العميقة) رأت أن هذا هو الحل الوحيد المتاح لإلزام الشركة بالإنتاج في أواخر 2014 قبل أن تكون هناك أزمة طاقة متفاقمة لا يمكن السيطرة عليها.
بالطبع لا يمكنني الآن أن أكتب رأياً كاملاً بخصوص هذه الاتفاقية لكن مرة أخرى أن يتم إحاطة هذه الاتفاقية بهذه السرية الشديدة ويتم تمريرها في مجلس الشعب في وقت قصير جداً بأغلبية ربما لا تفهم شيئاً عن قوانين واتفاقيات البترول فهذا يعني أن هناك شيئاً ما خطأ.

ننتقل الآن إلى ما يحدث في الدول الأخرى عندما تحدث لديهم أزمة طاقة. , بريطانيا كمثال.
بريطانيا مرة أخرى , بريطانيا دولة منتجة للطاقة ومستوردة في نفس الوقت وبدون الدخول في تفاصيل كثيرة فإنهم يعلمون أن إمدادات الغاز لديهم ولأسباب مختلفة لن تكون كافية خصوصاً في الشتاء , ربما يحدث هذا الشتاء القادم أو الذي يليه , لا يهم , المهم أنهم يعلمون أنه لأيام قليلة في الشتاء لن يكون الغاز المتوافر كافياً لكل متطلبات الغاز في بريطانيا لذا لديهم خطة طوارئ كاملة عندما تقل إمدادات الغاز فإنهم سيقطعونها عن المصانع الأكثر استهلاكاً للطاقة ثم الأقل استهلاكاً وهكذا وبالتأكيد فإن غاز التدفئة في البيوت يقبع في آخر القائمة لأنه لا يمكن قطعه حتى لا يتجمد الناس ويموتون برداً , أنا بالتأكيد لا أعلم بوجود خطة مماثلة في مصر لكن حتى في حالة وجودها لا أظن أن الناس على قمة هرم الأولويات فهم دائماً المسئولون عن زيادة الاستهلاك وربنا يخلي الحكومة اللي مستحملانا.

تحياتي

الجمعة، 10 سبتمبر 2010

الغاز المصري بيروح فين

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم مرة أخرى , بداية كل عام وأنتم بخير
تلقيت بعض التعليقات على التدوينة السابقة وكان الرأي الذي اشترك فيه الجميع أن أسلوبها كان مبتذلاً قليلاً ... حسناً مبتذلاً بشدة ولا يعبر عن شخصيتي الحقيقية , أرجو أن يتغير هذا من الآن فصاعداً وأنا سعيد بتلقي هذه التعليقات لأنها تساعدني على تحسين مستواي

«لكي تكون الحكومة عادلة بالمعني الحرفي، يجب عليها أن تحصل علي موافقة المحكومين وبركتهم، ولا يمكن أن يكون لها حق مطلق علي ممتلكاتي إلا بقدر ما أوافق عليه. أتمني حكومة عادلة مع كل الناس، تعامل الفرد باحترام .. الحكومة تعيش للأفراد ولا يعيش الأفراد من أجل الحكومة .. يجب أن يكون ضمير المرء هو روحه المرشدة العليا»

الفقرة السابقة من مقال "العصيان المدني" لهنري ديفيد ثورو الرجل صاحب أفكار التحرر من الاستبداد في القرن التاسع عشر, د.أحمد خالد توفيق كتب عنه مقال رائع («ثورو» وأشياء أخرى)
وأنا قرأت مقالة العصيان المدني الأسبوع اللي فات, صحيح ما فهمتش منها كتير لكن أنا الأجزاء اللي فهمتها منها فعلاً جديرة بالمناقشة وأن كلنا نعرفها ونعرف إزاي نحولها لأفكار عملية, اللي فعلاً لفت انتباهي كشخص يدعي أنه ذوخلفية إسلامية أن معظم أفكار المقالة لها أصول من آيات أو أحاديث بتؤمرنا بالالتزام بالحق والعدل ومواجهة الظلم , وكل ده خلاني أفكر أن عصور الجهل والتخلف في العالم الإسلامي خلت الاجتهاد في الجانب السياسي تقريباً منعدم وخصوصاً أدوات وآليات التغيير السلمي لدرجة إنه حتى الآن بعض الفئات التي تزعم أنها تنتمي للحركة الإسلامية بيعتبروا العصيان المدني حرام وحتى كفر لأنه خروج على الحاكم , على الجانب الآخر معظم شباب الحركة الإسلامية ومنهم أنا مثلاً ماعندهمش الوعي السياسي الكافي عشان يناقشوا ويفكروا ويطوروا هذه الأدوات السياسية

كنت أود أن أتكلم في هذا الموضوع اليوم لكن توقفت لسببين: الأول أنني أحب أن أنتظر حتى أفهم المقالة وأكون أكثر قدرة أن أتكلم عنها والثاني حتى لا أخلف وعدي بالكلام عن قصة الغاز المصري

الغاز المصري والتصدير وإسرائيل
أعتقد أنه من الأفضل أن أعطي خلفية تاريخية عن إنتاج الغاز في مصر والعالم أولاً , الغاز على مدى ربما قرن من بداية الإنتاج التجاري لللبترول 1859 كان يتم حرقه , حرقه في الحقول مباشرة وهو خارج من الآبار لكي يتم الحصول على المتكثفات (سوائل خفيفة مصاحبة للغاز سعرها عادة أغلى من البترول الخام) وهذا ربما لا زال يتم حتى الآن في العراق ونيجيريا , بدأ استغلال الغاز تجارياً ربما في أواخر الأربعينات من القرن الماضي
في ثمانينيات القرن العشرين , بدأت في مصر خطة طموحة لاستغلال الغاز الطبيعي , كان ملاحظاً ساعتها أن معدل اكشافات وإنتاج البترول المصري في تناقص ومع عدم وجود خطط واضحة لاستغلال مصادر طاقة أخرى كان الغاز ساعتها يمثل بديلاً مناسباً
الخطة نجحت في معظم محاورها بالمناسبة , مصر من الدول القليلة التي يصل فيها نسبة استهلاك الغاز الطبيعي في المنازل والمصانع وحتى السيارات لنسبة كبيرة مقارنة ببقية مصادر الطاقة
حتى تبدأ هذه الخطة ولأن مصر دولة فقيرة نسبياً ولا تستطيع تحمل تكاليف استكشاف وإنتاج الغاز الضخمة كان لابد من تشجيع الاستثمار لذا وفعت الحكومة مع شركات متعددة اتفاقيات خذ أو ادفع ToP (Take or Pay) agreements , والاتفاقيات دي معناها أن الشركات هتبحث عن الغاز وإذا اكتشفت الغاز يا إما الحكومة تشتري منها الغاز يا إما تدفع لها فلوس مقابل أنها لم تشتري الغاز
طبعاً العقود دي مهمة جداً للشركات لأن الغاز بطبيعته غير الزيت مالوش سوق فورية (بورصة) يتباع فيها مباشرة وتقريباً في كل دول العالم يباع باتفاقيات طويلة الأجل
المهم كان في قصة مشهورة عن حقل الأبيض اللي اكتشفته شل (أكبر شركة بترول في العالم) قريباً من مطروح وهو حقل ضخم ومصر كانت بتدفع لشل عشان مصر ماشترتش الغاز مباشرة بعد الاكتشاف , اللي اتنشر بعد كده أن تقديرات احتياطي الغاز في الحقل كان مبالغ فيها وشل بنت تسهيلات إنتاج غير ضرورية بحوالي 300 مليون دولار وأصبحت درس يعلم في شل عن إزاي أخطاء مهندسي الخزانات ممكن تضيع مشاريع كاملة
المهم طبعاً كان لازم لمصر حتى لا تظل تدفع مصاريف غير ضرورية للشركات أن تسارع ببناء شبكة غاز طبيعي في مصر كلها حتى تستفيد من مصادر الغاز الطبيعي لديها ولاحقاً ظهر خيار التصدير كمصدر دخل شديد الأهمية للبلد وكانت إسالة الغاز هي الحل الأمثل (سعر المليون وحدة حرارية من الغاز الطبيعي 2.65 دولار بينما سعر نفس الكمية من الغاز الطبيعي المسال يتجاوز العشر دولارات) وبالتأكيد حتى يتم إنشاء مشاريع بهذه الضخامة كان لا بد من الاستعانة بخبرات وأموال الشركات الأجنبية وتم إنشاء وحدتين لإسالة الغاز الطبيعي في إدكو ودمياط وكان مصنع دمياط ساعة بناءه هو أكبر محطة لإسالة الغاز الطبيعي في العالم , لاحقاً بنت قطر 7 محطات لإسالة الغاز الطبيعي كلها أكبر من هذه المحطة
ولأن التصدير لا يكون فقط بإسالة الغاز (الإسالة حل فني متقدم وجد لإتاحة نقل الغاز لمسافات بعيدة) لايزال ممكناً نقل الغاز باستخدام الأنابيب وهذه هي الطريقة التي يتم بها تصدير الغاز لبلاد الشام و إسرائيل وبالمناسبة لازال هذا استثماراً شديد الضخامة (خط غاز العريش-عسقلان تكلف 1.3 مليار دولار) وبالطبع سعر الغاز المصدر عن طريق الأنابيب عادةً أرخص من الغاز المسال لأنه ببساطة يستخدم تكنولوجيا أبسط
كانت حجة الحكومة المصرية دوماً في موضوع تصدير الغاز لإسرائيل أننا نحتاج لتصدير الغاز لأننا نحتاج لعملة صعبة وحتى لا ندفع غرامات للشركات الأجنبية , طبعاً قد يبدو هذا منطقياً في حالة تصدير الغاز المسال (الغالي) لكن أن تصدر الغاز باتفاقية سرية وبسعر أرخص من الأسعار التي تبيع بها في الداخل فهذا يعني أن هناك شيئاً ما خطأ ....
أخيراً أود أن أعلق على موضوع استيراد مصر للغاز من إسرائيل , أنا اللي فهمته في البداية أن مصر هتصدر نصف الكمية فقط وتدفع ثمن الباقي لكن فعلاً لا يمكن فنياً استيراد الغاز مباشرة من إسرائيل عن طريق الأنابيب ولا مسالاً لأن إسرائيل حالياً ليس لديها القدرة الإنتاجية ولا التكنولوجيا ولكن أعتقد أنه سيكون لديها قريباً نتيجة لاكتشافات الغاز الضخمة أمام سواحل فلسطين المحتلة (الموضوع ده لازم يأخذ حقه لأنه إذا كانت فلسطين محتلة فبالتبعية ثرواتها مش من حق المحتل) طبعاً الكلام ده ليه وقته وكمان هنتكلم إزاي الشركات العاملة في مصر تساعد الإسرائيليين على سرقة موارد الشعب الفلسطيني

أعتقد أن هذا يكفي الآن , المرة القادمة ربما نتكلم عن ما الذي حدث حتى نصل لوضع أزمة الطاقة الحالية ؟ وماذا تفعل الدول المختلفة عندما تحدث عندها أزمة طاقة (في الشتاء غالباً وليس صيفاً مثلنا)؟
شكراً لصبركم

محمد حلمي

الأربعاء، 25 أغسطس 2010

الغاز والبترول وسامح فهمي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تااااااااااني ............. أنت تاني ........ أنت
صدقت ولا ايه .. ااااه صدقت وبعدين في ناس عجبتها التدوينة اللي فاتت وعايزاني أكمل ...... لو مش عاجبك غير القناة ......... ااااااااه قصدي لو حد مش عاجبه أي حاجة من اللي أنا باكتبه فأنا هابقى في قمة السعادة لو وصلني نقد .. توجيه .. إرشاد .. إلخ .. اه التدوينة اللي فاتت اتكلمت إن أنا مش باتعفن في القاع زي ما أسامة درة بيقول .. الحقيقة التعبير خانني .. أنا كنت أقصد إن أنا مش حاسس إني باتعفن في القاع زي ما أسامة درة حاسس لكن على الجانب الآخر أنا بأقدر موقفه جداً وكتابه عجبني قوي وهو شكله مش مبسوط اليومين دول كاتب مقالة تقطع القلب اسمها غابة الشك ابقوا اقروها وادعوله
المهم عشان نركز , الغاز , أنا الحقيقة مش عارف أنا ممكن أبدأ منين بس أنا هاقول اللي أنا أعرفه من شغلي ودراستي وبعدين نتكلم على الغاز المصري واستهلاكه وتصديرهأنا باشتغل مهندس خزانات ... اه يعني بتاع تانكات بنزين والحاجات دي .. ممممممممممم .. كده أنا لسه هابدأ معاكم من بدري قوي .. بس عشان محدش يتذاكى لأ .. مهندس الخزانات مش بتاع تانكات هو مسئول عن الخزانات اللي تحت الأرض عشان كده أنا بافضل الاسم التاني وهو مهندس مكامن .. مكامن ولا خزانات وبعدين هو فيه تانكات تحت الأرض انت بتشتغلنا .. قلت لك خزانات مش تانكات وبعدين آآآآآآآآآآآآآآآآآه أنت تعرف ايه عن البترول أصلاً .. بيحطوه في العربيات في محطة البنزين عشان العربيات تمشي .... مش قلت لك أنت محتاج شغل جامد ... ييه خلص أنا بدأت أزهق قول اللي عندك وخلصني
بص يا سيدي .. أو ياستي إذا كان في حد من الجنس اللطيف بيقرأ .. أنا عارف أن أسلوبي ركيك .. بس أنت متوقع/ة ايه يعني من مهندس أنا ماقلتش أن أنا الرافعي .. والراجل بتاع أمن الدولة قال أن الكليات العملية جافة .. هتكدبوا أمن الدولة يعني
ييييه مش قلت لك أنك بتلت وتعجن كتير .. خلاص هأقول أهه: بص يا سيدي .. البترول اللي هوه الغاز الطبيعي أو الزيت الخام بيبقى متجمع في طبقات من الحجر الرملي غالباً أو الحجر الجيري أحياناً أو أحجار أخرى زي الطباشير والجرانيت أو حتى الطين نادراَ موجودة تحت الأرض أحياناً العمق بيوصل لعدة أميال .. وعشان البترول يخرج بنحفر آبار عميقة لحد الطبقات دي


الكلام ده مهم في ايه .. يا عم اصبر بقى واهدأ على رزقك
مهندس الخزانات (المكامن) بيعمل ايه بقى .. مهمات وظيفته نظرياً بسيطة وواضحة
  1. يتعاون مع ناس تانية (الجيولوجيين إلخ) أنه يقدر حجم الغاز والزيت الموجودين تحت الأرض في تكوين معين
  2. يقدر كمية الزيت أو الغاز اللي ممكن يطلعوا من الخزان (المكمن) اللي تحت الأرض
  3. الدور الأهم أنه يربط إنتاج الزيت والغاز بجدول زمني عشان نقدر نحسب أهم حاجة في الموضوع كله وهي الفلوس , لاحظ أن شركات البترول مش منظمات خيرية ولا ايه
هااااااااااااااه وبعدين يا فتك أنت ماقلتش حاجة مفيدة لحد دلوقت
بص يا سيدي أنا هأجاوب على سؤال اتسأل كتير قريب وهو إذا كان حجم احتياطي الغاز المصري 77 تريليون قدم مكعب ودي كمية مهولة زي ما السيد الوزير بيقول .. إزاي تحصل عندنا أزمة غاز
أولاً مفيش أزمة غاز ولا حاجة وإمدادات الغاز منتظمة سواء للتصدير أو للاستهلاك الداخلي .. ايه ده مش مصدقين .. لسه الكهرباء بتقطع عندكم .. طيب يبقى إحنا متفقين إن في أزمة غاز .. نحاول نعرف حجمها قد ايه بقى
  • أولاً: ال77تريليون قدم مكعب مش كمية مهولة ولا حاجة احتياطي إيران قد الرقم ده 15 مرة .. احنا قليلين قوي في الموارد الطبيعية
  • ثانياً: الرقم ده مش صح قوي وأساساً مش هي دي الطريقة المعتمدة اللي بيعلن بيها الاحتياطي .. معتمدة , ومين اللي اعتمدها يا حلو أنت شكلك بتعيش علينا وبعدين يعني ايه احتياطي أصلاً
بص يا سيدي كمية الغاز أو الزيت الموجودة تحت الأرض اسمها الغاز أو الزيت الموجود مبدئياً في المكان .. ترجمة ركيكة صح GIIP : Gas Initially in Place, STOIIP : Stock Tank Oil Initially in Place
الاحتياطي هو كمية الزيت أو الغاز اللي بنقدر نستخرجها من تحت الأرض ممكن تكون صغيرة لدرجة 5% من الكمية الأصلية وممكن توصل ل90% منها إزاي ببساطة ظروف خزان وشطارة مهندسين

ليه بقى الناس مش بتعلن عن الاحتياطي بتاعها بالطريقة دي وليه الاحتياطي ده مهم أساساً فاكر المهمات بتاعة مهندس المكامن .. يقدر .. كل حاجة بقدر.. يعني هوه مابيحسبش بدقة .. آآآآآآآآه يعني بتوع الخزانات دول بيتجننوا ومابيقولوش أرقام دقيقة .. بشكل عام مأقدرش أقول إن وجهة النظر دي مش غريبة
فاكر لما قلت لك إن إحنا بنقدر حاجات موجودة تحت الأرض يعني مش بنشوفها .. فأكيد النتائج مش دقيقة .. إنما عشان نتغلب على القصة دي بنستخدم مبادئ عدم التأكد .. مش بتاعة هايزنبرج .. لأ Uncertainty Principles
يعني ايه .. الاحتياطي بيتقسم لفئات الاحتياطي المؤكد والمحتمل والممكن , وتقييم الاحتياطي وتوزيعه على الفئات دي بيعتمد على مبادئ عدم التأكد والإحصاء
يعني ايه الاحتياطي اللي نسبة التأكد من إنتاجه 90% يبقى مؤكد واللي في احتمال 50% هننتج أكتر منه و50% أقل منه يبقى محتمل واللي فيه احتمال 10% بس أننا ننتج أكتر من كده يبقى ممكن , دلوقتي هنقلب انجليزي عشان الركاكة كده بزيادة
Reserves are categorized into 1P to 6P categories, usually companies report their 2P reserves which are reserves that have probability of 50% or more to be produced from known reservoirs. What does Egyptian MoP (Ministry of Petroleum) use for reporting , I don't know.
4P to 6P reserves categories are those which can't be produced economically under current conditions.

ايه بقى قصة الاحتياطي ده وليه له لازمة أساساً , الاحتياطي بالنسبة للدول معناه الطاقة اللي موجودة عندها والدول محتاجة تعرفه عشان تحدد خطط استهلاك وإنتاج الطاقة في البلد دي (الدول اللي بتفهم يعني)
بشكل عام أنا مش شايف أن رقم 77 تريليون قدم مكعب رقم دقيق لاحتياطي مصر في الغاز , التقديرات المستقلة بتتراوح بين 35 و 40 تريليون قدم مكعب غاز للاحتياطي 2P reserves اللي هي الاحتياطيات المؤكدة والمحتملة
  • ثالثاً: كمان إنتاج الغاز مش بس بيعتمد على الاحتياطي لأ كمان بيعتمد على القدرة الإنتاجية والبنية التحتية للإنتاج يعني ممكن يكون في حقل فيه غاز كتير جداً بس عدد الآبار قليل أو قدرة محطات الإنتاج محدودة فالقدرة الإنتاجية للحقل محدودة ودي زي مشكلة إيران والعراق
كمان حقول الغاز زي أي حاجة تانية في الدنيا بتكبر وتشيخ والغاز اللي فيها بينتهي وقدرتها الإنتاجية بتقل وتموت واستبدال الاحتياطي مش بنفس سرعة الإنتاج فحجم إنتاج الغاز في البلد بيقل , هنتكلم في التفاصيل بعدين

ياااااااااااااه أنا رغيت كتير قوي النهارده , المهم عرفنا يعني ايه احتياطي وإزاي بيتأثر وبيتأثر بالإنتاج والمرة الجاية ممكن نتكلم عن الغاز والطاقة واستهلاكها في مصر واحنا ليه أسعار الغاز عندنا قليلة وايه حجم استهلاكنا واستثماراتنا ... إلخ مستني أسمع رأيكم وعذراً للإطالة